الجمعة، 28 أكتوبر 2016

حسن التعزية


قال التنوخي: حدثنا جعفر بن ورقاء الأمير قال : اجتزت بابن الجصاص -وكان مصاهري- ، فرأيته على حوش داره حافياً حاسراً ، يعدو كالمجنون ، فلما رآني استحيى ، فقلت : ما لك؟ قال : يحق لي ، أخذوا مني أمرا عظيما ، فسلمته وقلت : ما بقي يكفي ; وإنما يَقلقُ هذا القلقَ من يخاف الحاجة ، فاصبر حتى أبين لك غِناك . قال : هات . قلت : أليس دارك هذه بآلتها وفرشها لك؟ وعقارك بالكرخ وضياعك؟ قال : بلى . 
فما زلت أحاسبه حتى بلغ قيمة سبعمائة ألف دينار ، ثم قلت : واصدقني عما سلم لك ، فحسبناه ، فإذا هو بثلاثمائة ألف دينار ، قلت : فمن له ألف ألف دينار ببغداد؟ ! هذا وجاهك قائم ، فَلِمَ تغتم؟ فسجد لله وحمده ، وبكى ، وقال : أنقَذَني اللهُ بِك ، ما عزّاني أحدٌ بأنفع من تعزيتك. ما أكلت شيئا منذ ثلاث ، فأقم عندي لنأكل ونتحدث. فأقمت عنده يومين . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق