الأحد، 9 يوليو 2017

رسالة المظفر إلى أذفونش


المظفر بن الأفطس 

سلطان الثغر الشمالي من الأندلس ودار ملكه بطليوس .


وكان كاتبه الوزير أبو محمد عبد الله بن النحوي أحد البلغاء ،  فكتب أذفونش - لعنه الله - يرعد ويبرق فأجاب : وصل إلى الملك المظفرمن عظيم الروم كتاب مدع في المقادير ، يرعد ويبرق ، ويجمع تارة ويفرق ، ويهدد بالجنود الوافرة ، ولم يدر أن لله جنودا أعز بهم الإسلام ، وأظهر بهم دين نبينا - عليه الصلاة والسلام - يجاهدون في سبيل الله ، ولا يخافون لومة لائم ، فأما تعييرك للمسلمين فيما وهن من أحوالهم ، فبالذنوب المركوبة ، والفرق المنكوبة ، ولو اتفقت كلمتنا علمت أي صائب أذقناك ، كما كانت أباؤك مع أبائنا ، وبالأمس كانت قطيعة المنصور على سلفك ، أهدى ابنته إليه مع الذخائر التي كانت تفد في كل عام عليه ، ونحن فإن قلت أعدادنا ، وعدم من المخلوقين استمدادنا ، فما بيننا وبينك بحر تخوضه ، ولا صعب تروضه ، إلا سيوف يشهد بحدها رقاب قومك ، وجلاد تبصره في يومك ، وبالله وملائكته نتقوى عليك ، ليس لنا سواه مطلب ، ولا إلى غيره مهرب ، وهل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ، شهادة ، أو نصر عزيز . 

ولما توفي المظفر بعد السبعين وأربعمائة أو قبلها ، قام في الملك بعده ولده الملقب بالمتوكل على الله أبو حفص عمر بن الأفطس صاحب بطليوسويابرة وشنترين وأشبونة ، فكان نحوا من أبيه في الشجاعة والبراعة والأدب والبلاغة ، فبقي إلى أن قتله المرابطون جند يوسف بن تاشفين صبرا ، وقتلوا معه ولديه الفضل وعباسا ، في سنة خمس وثمانين وأربعمائة إذ استولوا على الأندلس 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق