الجمعة، 21 يوليو 2017

الأشعري

الأشعري 

العلامة إمام المتكلمين أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري اليماني البصري . 


قال الذهبي: رأيت للأشعري كلمة أعجبتني وهي ثابتة رواها البيهقي ، سمعت أبا حازم العبدوي ، سمعت زاهر بن أحمد السرخسي يقول : لما قرب حضور أجل أبي الحسن الأشعري في داري ببغداد ، دعاني فأتيته ، فقال : اشهد علي أني لا أكفر [ أحدا ] من أهل القبلة ; لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد ، وإنما هذا كله اختلاف العبارات . 

قلت (الذهبي): وبنحو هذا أدين ، وكذا كان شيخنا ابن تيمية في أواخر أيامه يقول : أنا لا أكفر أحدا من الأمة ، ويقول : قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم 

الثلاثاء، 11 يوليو 2017

من سمع ببدعة


عن سفيان الثوري قال: من سمع ببدعة فلا يحكها لجلسائه لا يلقيها في قلوبهم.


 قال الإمام الذهبي رحمه الله:

قلت أكثر أئمة السلف على هذا التحذير يرون أن القلوب ضعيفة والشبه خطافة.

من أحب صاحب بدعة


قال عبد الصمد مردويه : سمعت الفضيل(بن عياض) يقول : من أحب صاحب بدعة ، أحبط الله عمله ، وأخرج نور الإسلام من قلبه ، لا يرتفع لصاحب بدعة إلى الله عمل ، نظر المؤمن إلى المؤمن يجلو القلب ، ونظر الرجل إلى صاحب بدعة يورث العمى ، من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة . 

حكمة


أبو عثمان الحيري 

الشيخ الإمام المحدث الواعظ القدوة.


قال أبو عمرو بن حمدان : سمعته يقول : من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة ، ومن أمر الهوى على نفسه نطق بالبدعة ، قال تعالى : (وإن تطيعوه تهتدوا) 

قلت(أي الذهبي) : وقال تعالى : (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) 

الذهبي وأهل البدع

 العثماني 

العلامة المفتي أبو عبد الله ، محمد بن أحمد بن يحيى ، العثماني القدسي الشافعي الأشعري.


قال ابن كامل : لم أر في زماني مثله ، جمع العلم والعمل والزهد والورع والمروءة وحسن الخلق ، وكان يوم جنازته يوما مشهودا . 

قال أبو الفرج بن الجوزي رأيته يعظ بجامع القصر ، وكان غاليا في مذهب الأشعري 


قلت (أي الذهبي) : غلاة المعتزلة ، وغلاة الشيعة ، وغلاة الحنابلة ، وغلاة الأشاعرة ، وغلاة المرجئة ، وغلاة الجهمية ، وغلاة الكرامية ، قد ماجت بهم الدنيا ، وكثروا ، وفيهم أذكياء وعباد وعلماء ، نسأل الله العفو والمغفرة لأهل التوحيد ونبرأ إلى الله من الهوى والبدع ، ونحب السنة وأهلها ، ونحب العالم على ما فيه من الاتباع والصفات الحميدة ، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ ، وإنما العبرة بكثرة المحاسن . 

كلام الذهبي عن المبتدع

قتادة 

ابن دعامة بن قتادة بن عزيز ، وقيل : قتادة بن دعامة بن عكابة ، حافظ العصر ، قدوة المفسرين والمحدثين أبو الخطاب السدوسي البصري الضرير الأكمه ،


وهو حجة بالإجماع إذا بَيَّنَ السماع ، فإنه مدلس معروف بذلك ، وكان يرى القدر ، نسأل الله العفو . ومع هذا فما توقف أحد في صدقه ، وعدالته وحفظه ، ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه ، وبذل وسعه ، والله حكم عدل لطيف بعباده ، ولا يسأل عما يفعل . ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه ، وعلم تحريه للحق ، واتسع علمه ، وظهر ذكاؤه ، وعرف صلاحه وروعه واتباعه ، يغفر له زلـله ، ولا نضلله ونطرحه ، وننسى محاسنه . نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ، ونرجو له التوبة من ذلك . 

في البدعة


وعن أيوب ، عن أبي قلابة ، قال : إذا حدثت الرجل بالسنة ، فقال : دعنا من هذا ، وهات كتاب الله ، فاعلم أنه ضال . 

قلت أنا(الذهبي) : وإذا رأيت المتكلم المبتدع يقول : دعنا من الكتاب والأحاديث الآحاد ، وهات " العقل " فاعلم أنه أبو جهل ; وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول : دعنا من النقل ومن العقل ، وهات الذوق والوجد ، فاعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة بشر ، أو قد حل فيه ، فإن جبنت منه فاهرب ، وإلا فاصرعه وابرك على صدره ، واقرأ عليه آية الكرسي واخنقه . 

بدر الدين الأتابكي


السلطان بدر الدين أبو الفضائل لؤلؤ الأرمني النوري الأتابكي مملوك السلطان نور الدين أرسلان شاه بن السلطان عز الدين مسعود بن مودود بن زنكي بن أقسنقر صاحب الموصل 

 قتل عدة أمراء وقطع وشنق وهذب ممالك الجزيرة ، وكان الناس يتغالون ويسمونه قضيب الذهب ، وكان كثير البحث عن أحوال رعيته . عاش قريبا من تسعين سنة ووجهه مورد وقامته حسنة ، يظنه من يراه كهلا ، وكان يحتفل لعيد الشعانين لبقايا فيه من شعار أهله ، فيمد سماطا عظيما إلى الغاية ، ويحضر المغاني ، وفي غضون ذلك أواني الخمور ، فيفرح وينثر الذهب من القلعة ، ويتخاطفه الرجال ، فمقت لإحياء شعار النصارى ، وقيل فيه : 

يعظم أعياد النصارى محبة...
           ويزعم أن الله عيسى ابن مريم
إذا نبهته نخوة أريحية... 
           إلى المجد قالت أرمنيته : نم


وقيل : إنه سار إلى خدمة هولاكو ، وتلطف به وقدم تحفا جليلة ، منها جوهرة يتيمة ، وطلب أن يضعها في أذن هولاكو فاتكأ ففرك أذنه ، وأدخل الحلقة في أذنه ثم رجع إلى بلاده متوليا من قبله ، وقرر عليه مالا يحمله.

المغيرة بن شعبة


قال المغيرة بن شعبة رضي الله عنه:

وبعثت قريش عام الحديبية عروة بن مسعود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليكلمه ، فأتاه ، فكلمه ، وجعل يمس لحيته ، وأنا قائم على رأس رسول الله مقنع في الحديد ، فقال المغيرة لعروة : كف يدك قبل أن لا تصل إليك ، فقال : من ذا يا محمد ؟ ما أفظه وأغلظه ، قال : ابن أخيك ، فقال : يا غدر ، والله ما غسلت عني سوءتك إلا بالأمس .

* وذلك أن عروة بن مسعود قد دفع دية ثلاثة عشر رجلاً كان المغيرة بن شعبة قد قتلهم قبل إسلامه من بني مالك من ثقيف.

أبو عبيدة بن الجراح


وقد شهد أبو عبيدة بدرا ، فقتل يومئذ أباه ، وأبلى يوم أحد بلاء حسنا ، ونزع يومئذ الحلقتين اللتين دخلتا من المغفر في وجنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ضربة أصابته ، فانقلعت ثنيتاه ، فحسن ثغره بذهابهما ، حتى قيل : ما رئي هتم قط أحسن من هتم أبي عبيدة 

الهَتْم : الثنايا المكسورة من الأسنان

من عجائب خالد


قال محمد بن جرير الطبري : ولما فرغ خالد(بن الوليد رضي الله عنه) من فتوح مدائن كسرى التي بالعراق صلحا وحربا خرج لخمس بقين من ذي القعدة مكتتما بحجته ومعه جماعة يعتسف البلاد حتى أتى مكة ، فتأتى له من ذلك ما لم يتأت لدليل ، فسار طريقا من طرق الحيرة لم ير قط أعجب منه ولا أصعب ، فكانت غيبته عن الجند يسيرة ، فلم يعلم بحجه أحد إلا من أفضى إليه بذلك ، فلما علم أبو بكر بحجه عتبه وعنفه وعاقبه بأن صرفه إلى الشام ، فلما وافاه كتاب أبي بكر عند منصرفه من حجه بالحيرة يأمره بانصرافه إلى الشام حتى يأتي من بها من جموع المسلمين باليرموك ، ويقول له : إياك أن تعود لمثلها . 

الاثنين، 10 يوليو 2017

المرسي


 المرسي 

الإمام العلامة البارع القدوة المفسر المحدث النحوي ذو الفنون شرف الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل السلمي المرسي الأندلسي . 

ولد بمرسية في أول سنة سبعين أو قبل بأيام . 


من كان يرغب في النجاة فما له...
                غير اتباع المصطفى فيما أتى
ذاك السبيل المستقيم وغيره...
                سبل الضلالة والغواية والردى 
فاتبع كتاب الله والسنن التيصحت...
                فذاك إن اتبعت هو الهدى 
ودع السؤال بلم وكيف فإنه... 
                باب يجر ذوي البصيرة للعمى     
الدين ما قال الرسول وصحبه...                 والتابعون ومن مناهجهم قفا

أبو عمرو الداني



أبو عمرو الداني 

الإمام الحافظ ، المجود المقرئ ، الحاذق ، عالم الأندلس أبو عمرو ; عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي ، مولاهم الأندلسي ، القرطبي ثم الداني ، ويعرف قديما بابن الصيرفي ، مصنف " التيسير " و " جامع البيان " ، وغير ذلك . 


وهو القائل في أرجوزته السائرة : 

تدري أخي أين طريق الجنه...
                 طريقها القرآن ثم السنه
كلاهما ببلد الرسول...
                 وموطن الأصحاب خير جيل
فاتبعن جماعة المدينه...
                 
فالعلم عن نبيهم يروونه 
وهم فحجة على سواهم...
                 
 
في النقل والقول وفي فتواهم 
واعتمدن على الإمام مالك...
                 
إذ قد حوى على جميع ذلك
في الفقه والفتوى إليه المنتهى...
                 
وصحة النقل وعلم من مضى


ومنها : 

وحك ما تجد للقياس...
                 داود في دفتر أو قرطاس 
من قوله إذ خرق الإجماعا...
                 وفارق الأصحاب والأتباعا 
واطرح الأهواء والمراء...
                 وكل قول ولد الآراء 


ومنها : 

ومن عقود السنة الإيمان...
                 بكل ما جاء به القرآن 
وبالحديث المسند المروي...
                 عن الأئمة عن النبي 
وأن ربنا قديم لم يزل...
                 وهو دائم إلى غير أجل 


ومنها : 


ومن صحيح ما أتى به الخبر...
                 وشاع في الناس قديما وانتشر 
نزول ربنا بلا امتراء...
                 في كل ليلة إلى السماء 
من غير ما حد ولا تكييف...
                 سبحانه من قادر لطيف 
ورؤية المهيمن الجبار...
                 وأننا نراه بالأبصار 
يوم القيامة بلا ازدحام...
                 كرؤية البدر بلا غمام 
وضغطة القبر على المقبور...
                 وفتنة المنكر والنكير 
فالحمد لله الذي هدانا...
                 لواضح السنة واجتبانا 




وهي أرجوزة طويلة جدا . 

التشبيه مستحيل


وسمعت الحافظ اليونيني يقول : لما كنت أسمع شناعة الخلق على الحنابلة بالتشبيه عزمت على سؤال الشيخ الموفق ، وبقيت أشهرا أريد أن أسأله ، فصعدت معه الجبل فلما كنا عند دار ابن محارب قلت : يا سيدي ، وما نطقت بأكثر من سيدي ، فقال لي : التشبيه مستحيل ، فقلت : لم ؟ قال : لأن من شرط التشبيه أن نرى الشيء ، ثم نشبهه ، من الذي رأى الله ثم شبهه لنا ؟ !!! 

فاسئلوا أهل الذكر



قال علي بن محمد بن أبان القاضي : حدثنا أبو يحيى زكريا الساجي ، حدثنا المزني ، قال : قلت : إن كان أحد يخرج ما في ضميري ، وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فالشافعي ، فصرت إليه ، وهو في مسجد مصر ، فلما جثوت بين يديه ، قلت : هجس في ضميري مسألة في التوحيد ، فعلمت أن أحدا لا يعلم علمك ، فما الذي عندك ؟ فغضب ، ثم قال : أتدري أين أنت ؟ قلت : نعم ، قال : هذا الموضع الذي أغرق الله فيه فرعون . أبلغك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر بالسؤال عن ذلك ؟ قلت : لا ، قال : هل تكلم فيه الصحابة ؟ قلت : لا ، قال : تدري كم نجما في السماء ؟ قلت : لا ، قال : فكوكب منها ; تعرف جنسه ، طلوعه ، أفوله ، مم خلق ؟ قلت : لا ، قال : فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه ، تتكلم في علم خالقه ؟ ! ثم سألني عن مسألة في الوضوء ، فأخطأت فيها ، ففرعها على أربعة أوجه ، فلم أصب في شيء منه ، فقال : شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات ، تدع علمه ، وتتكلف علم الخالق ، إذا هجس في ضميرك ذلك ، فارجع إلى الله ، وإلى قوله تعالى : (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن في خلق السماوات والأرض) الآية فاستدل بالمخلوق على الخالق ، ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك . قال : فتبت . 

في صفة الله عز وجل


قال عبد الرحمن بن مهدي لفتى من ولد الأمير جعفر بن سليمان : بلغني أنك تتكلم في الرب ، وتصفه وتشبهه . قال : نعم ، نظرنا ، فلم نر من خلق الله شيئا أحسن من الإنسان ، فأخذ يتكلم في الصفة ، والقامة . فقال له : رويدك يا بني حتى نتكلم أول شيء في المخلوق ، فإن عجزنا عنه ، فنحن عن الخالق أعجز ، أخبرني عما حدثني شعبة ، عن الشيباني ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله : (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) قال : رأىجبريل له ستمائة جناح فبقي الغلام ينظر . فقال : أنا أُهَوِّنُ عليك، صِفْ لي خلقاً  له ثلاثة أجنحة ، وَرَكِّب الجناح الثالث منه موضعاً حتى أعلم . قال : يا أبا سعيد ، عجزنا عن صفة المخلوق ، فأشهدك أني قد عجزت ، ورجعت . 

أمؤمن أنت حقا ؟


قال الأوزاعي في الرجل يسأل : أمؤمن أنت حقا ؟ قال : إن المسألة عن ذلك بدعة ، والشهادة عليه تعمق لم نكلفه في ديننا ، ولم يشرعه نبينا ، القول فيه جدل ، والمنازعة فيه حدث . 

المسلم عند الفتن


قال الذهبي: 

ينبغي للمسلم أن يستعيذ من الفتن ، ولا يشغب بذكر غريب المذاهب لا في الأصول ولا في الفروع ، فما رأيت الحركة في ذلك تحصل خيرا ، بل تثير شرا وعداوة ومقتا للصلحاء والعباد من الفريقين ، فتمسك بالسنة ، والزم الصمت ، ولا تخض فيما لا يعنيك ، وما أشكل عليك فرده إلى الله ورسوله ، وقف ، وقل : الله ورسوله أعلم . 

ابن منده

ابن منده 


الشيخ الإمام ، المحدث ، المفيد ، الكبير ، المصنف أبو القاسم ، عبد الرحمن ابن الحافظ الكبير أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن  يحيى بن منده العبدي الأصبهاني . 

قال الحسين بن عبد الملك الخلال: سمعت عبد الرحمن بن منده يقول : قد عجبت من حالي ، فإني وجدت أكثر من لقيته إن صدقته فيما يقوله مداراة له سماني موافقا ، وإن وقفت في حرف من قوله أو في شيء من فعله سماني مخالفا ، وإن ذكرت في واحد منهما أن الكتاب والسنة بخلاف ذلك سماني خارجيا ، وإن قرئ علي حديث في التوحيد سماني مشبها ، وإن كان في الرؤية سماني سالميا . . . إلى أن قال : وأنا متمسك بالكتاب والسنة ، متبرئ إلى الله من الشبه والمثل والند والضد والأعضاء والجسم والآلات ، ومن كل ما ينسبه الناسبون إلي ، ويدعيه المدعون علي من أن أقول في الله - تعالى - شيئا من ذلك ، أو قلته ، أو أراه ، أو أتوهمه ، أو أصفه به .


سحنون

سحنون 

الإمام العلامة ، فقيه المغرب ، أبو سعيد ، عبد السلام بن حبيب بن حسان بن هلال بن بكار بن ربيعة بن عبد الله التنوخي ، الحمصي الأصل ، المغربي القيرواني المالكي ، قاضي القيروان وصاحب " المدونة " ، ويلقب بسحنون.


عن يحيى بن عون : قال : دخلت مع سحنون على ابن القصار وهو مريض ، فقال : ما هذا القلق ؟ قال له : الموت والقدوم على الله . قال له سحنون: ألست مصدقا بالرسل والبعث والحساب ، والجنة والنار ، وأن أفضل هذه الأمة أبو بكر ، ثم عمر ، والقرآن كلام الله غير مخلوق ، وأن الله يرى يوم القيامة ، وأنه على العرش استوى ، ولا تخرج على الأئمة بالسيف ، وإن جاروا . قال : إي والله ، فقال : مت إذا شئت ، مت إذا شئت . 

مذهب أهل السنة


وقال الحافظ أبو القاسم اللالكائي : وجدت في كتاب أبي حاتم محمد بن إدريس الحنظلي ، مما سمع منه ، يقول : مذهبنا واختيارنا اتباع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه والتابعين ، والتمسك بمذاهب أهل الأثر ، مثل الشافعي ، وأحمد ، وإسحاق ، وأبي عبيد ، ولزوم الكتاب والسنة ، ونعتقد أن الله -عز وجل- على عرشه (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) وأن الإيمان يزيد وينقص ، ونؤمن بعذاب القبر ، وبالحوض ، وبالمساءلة في القبر ، وبالشفاعة ، ونترحم على جميع الصحابة

المدرسة المستنصرية


وفي سنة إحدى وثلاثين أديرت المستنصرية ببغداد ، ولا نظير لها في الحسن والسعة ، وكثرة الأوقاف ، بها مائتان وثمانية وأربعون فقيها ، وأربعة مدرسين ، وشيخ للحديث ، وشيخ للطلب ، وشيخ للنحو ، وشيخ للفرائض ، وإذا أقبل وقفها ، غل أزيد من سبعين ألف مثقال ، ولعل قيمة ما وقف عليها يساوي ألف ألف دينار .

الأحد، 9 يوليو 2017

من أين هي لك؟


عن أيوب ، عن محمد : أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين ، فقدم بعشرة آلاف . فقال له عمر : استأثرت بهذه الأموال يا عدو الله ، وعدو كتابه ؟ . 

فقال أبو هريرة : فقلت : لست بعدو الله وعدو كتابه ; ولكني عدو من عاداهما . 

قال : فمن أين هي لك ؟ قلت : خيل نتجت ، وغلة رقيق لي ، وأعطية تتابعت . 

فنظروا ، فوجدوه كما قال . 

الشافعي والطب


قال صالح بن محمد جزرة : سمعت الربيع ، سمعت الشافعي يقول : لا أعلم علما بعد الحلال والحرام أنبل من الطب ، إلا أن أهل الكتاب قد غلبونا عليه

قال حرملة : كان الشافعي يتلهف على ما ضيع المسلمون من الطب ، ويقول : ضيعوا ثلث العلم ، ووكلوه إلى اليهود والنصارى .



منذر بن سعيد البلوطي

منذر بن سعيد البلوطي 

أبو الحكم الأندلسي قاضي الجماعة بقرطبة.


قال ابن عفيف : من أخباره المحفوظة : أن أمير المؤمنين عمل في بعض سطوح الزهراء قبة بالذهب والفضة ، وجلس فيها ، ودخل الأعيان ، فجاءمنذر بن سعيد ، فقال له الخليفة كما قال لمن قبله : هل رأيت أو سمعت أن أحدا من الخلفاء قبلي فعل مثل هذا ؟ فأقبلت دموع القاضي تتحدر ، ثم قال : والله ما ظننت يا أمير المؤمنين أن الشيطان يبلغ منك هذا المبلغ ، أن أنزلك منازل الكفار ، قال : لم ؟ فقال : قال الله عز وجل : (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة) إلى قوله : (والآخرة عندربك للمتقين ) فنكس الناصر رأسه طويلا ، ثم قال : جزاك الله عنا خيرا وعن المسلمين ، الذي قلت هو الحق ، وأمر بنقض سقف القبة . 


رسالة المظفر إلى أذفونش


المظفر بن الأفطس 

سلطان الثغر الشمالي من الأندلس ودار ملكه بطليوس .


وكان كاتبه الوزير أبو محمد عبد الله بن النحوي أحد البلغاء ،  فكتب أذفونش - لعنه الله - يرعد ويبرق فأجاب : وصل إلى الملك المظفرمن عظيم الروم كتاب مدع في المقادير ، يرعد ويبرق ، ويجمع تارة ويفرق ، ويهدد بالجنود الوافرة ، ولم يدر أن لله جنودا أعز بهم الإسلام ، وأظهر بهم دين نبينا - عليه الصلاة والسلام - يجاهدون في سبيل الله ، ولا يخافون لومة لائم ، فأما تعييرك للمسلمين فيما وهن من أحوالهم ، فبالذنوب المركوبة ، والفرق المنكوبة ، ولو اتفقت كلمتنا علمت أي صائب أذقناك ، كما كانت أباؤك مع أبائنا ، وبالأمس كانت قطيعة المنصور على سلفك ، أهدى ابنته إليه مع الذخائر التي كانت تفد في كل عام عليه ، ونحن فإن قلت أعدادنا ، وعدم من المخلوقين استمدادنا ، فما بيننا وبينك بحر تخوضه ، ولا صعب تروضه ، إلا سيوف يشهد بحدها رقاب قومك ، وجلاد تبصره في يومك ، وبالله وملائكته نتقوى عليك ، ليس لنا سواه مطلب ، ولا إلى غيره مهرب ، وهل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ، شهادة ، أو نصر عزيز . 

ولما توفي المظفر بعد السبعين وأربعمائة أو قبلها ، قام في الملك بعده ولده الملقب بالمتوكل على الله أبو حفص عمر بن الأفطس صاحب بطليوسويابرة وشنترين وأشبونة ، فكان نحوا من أبيه في الشجاعة والبراعة والأدب والبلاغة ، فبقي إلى أن قتله المرابطون جند يوسف بن تاشفين صبرا ، وقتلوا معه ولديه الفضل وعباسا ، في سنة خمس وثمانين وأربعمائة إذ استولوا على الأندلس 


المازني والذمي

المازني 

إمام العربية أبو عثمان ، بكر بن محمد بن عدي ، البصري ، صاحب " التصريف " والتصانيف . 


وقيل : كان المازني ذا ورع ودين ، بلغنا أن يهوديا حصل النحو ، فجاء ليقرأ على المازني " كتاب " سيبويه ، فبذل له مائة دينار ، فامتنع ، وقال : هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة آية ونيف ، فلا أمكن منها ذميا . 


وعن المازني قال : قلت لابن السكيت : ما وزن " نكتل " ؟ قال : " نفعل " . قلت : اتئد ، ففكر ، وقال : " نفتعل " . قلت : فهذه خمسة أحرف ، فسكت ، فقال المتوكل : ما وزنها؟ قلت : وزنها في الأصل " نفتعل " ; لأنها " نكتيل " فتحرك حرف العلة ، وانفتح ما قبله ، فقلب ألفا ، فصار نكتال ، فحذفت ألفه للجزم ، فبقي " نكتل " . 



جواب المعتصم


قال الرياشي : كتب طاغية الروم إلى المعتصم يتهدده ، فأمر بجوابه ، فلما عرض عليه رماه ، وقال للكاتب : اكتب : " أما بعد ، فقد قرأت كتابك ، وسمعت خطابك ، والجواب ما ترى لا ما تسمع ، وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار .

عبدالرحمن الداخل


وأما الإسلام فكان عزيزا منيعا بالأندلس في دولة الداخل .
فانظر إلى هذا الأمان الذي كتب عنه للنصارى 

بسم الله الرحمن الرحيم 

كتاب أمان ورحمة ، وحقن دماء وعصمة ، عقده الأمير الأكرم الملك المعظم عبد الرحمن بن معاوية ، ذو الشرف الصميم ، والخير العميم ، للبطارقة والرهبان ، ومن تبعهم من سائر البلدان ، أهل قشتالة وأعمالها ، ما داموا على الطاعة في أداء ما تحملوه ، فأشهد على نفسه أن عهده لا ينسخ ما أقاموا على تأدية عشرة آلاف أوقية من الذهب ، وعشرة آلاف رطل من الفضة ، وعشرة آلاف رأس من خيار الخيل ، ومثلها من البغال ، مع ذلك ألف درع وألف بيضة ، ومن الرماح الدردار مثلها في كل عام ، ومتى ثبت عليهم النكث بأسير يأسرونه ، أو مسلم يغدرونه ، انتكث ما عوهدوا عليه ، وكتب لهم هذا الأمان بأيديهم إلى خمس سنين ، أولها صفر عام اثنين وأربعين ومائة . 


وقال أبو المظفر الأبيوردي في أخبار بني أمية : كان الناس يقولون : ملك الأرض ابنا بربريتين - يعني : عبد الرحمن والمنصور 

وكان المنصور يقول عن عبد الرحمن بن معاوية : ذاك صقر قريش ، دخل المغرب وقد قتل قومه ، فلم يزل يضرب العدنانية بالقحطانية حتى ملك . 


، وغزا عدة غزوات ، من ذلك : غزوة قشتالة ، جاز إليها من نهر طليطلة ، وفرت الروم أمامه ، وتعلقت بالحبال ، فلم يزل حتى وصل مدينة برنيقة ، من مملكة قشتالة ، فنزل عليها ، وأمر برفع الخيام ، وشرع في البناء ، وأخذ الناس يبنون ، فسلموا إليه بالأمان عند إياسهم من النجدة ، وخرجوا بثيابهم فقط ، وما يزودهم ، ثم كتب لأهل قشتالة ذلك الأمان الذي تقدم ، وهو بخط الوزير بشر بن سعيد الغافقي . ولما صفا الأمر لعبد الرحمن بعد مقتل عثمان بن حمزة، من ولد عمر بن الخطاب ، وذلك بعد سبعة أعوام من تمنعه بطليطلة ، عظم سلطانه ، وامتدت أيامه وعاش ستين سنة ، ثم توفي سنة اثنتين وسبعين ومائة ، وأيست بنو العباس من مملكة الأندلس لبعد الشقة . 

بين المغيرة وكسرى


بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين. فأسلم الهرمزان، فقال: إني مستشيرك في مغازي هذه، قال: نعم. مثلها ومثل من فيها من الناس، من عدو المسلمين، مثل طائر له رأس، وله جناحان وله رجلان، فإن كسر أحد الجناحين نهضت الرجلان بجناح والرأس، فإن كسر الجناح الآخر نهضت الرجلان والرأس. وإن شدخ الرأس ذهبت الرجلان والجناحان والرأس. فالرأس كسرى، والجناح قيصر، والجناح الآخر فارس. فمر المسلمين فلينفروا إلى كسرى.

وقال بكر وزياد جميعا عن جبير بن حية، قال: فندبنا عمر، واستعمل علينا النعمان بن مقرن، حتى إذا كنا بأرض العدو، وخرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفا، فقام ترجمان فقال: ليكلمني رجل منكم. فقال المغيرة: سل عما شئت. قال: ما أنتم. قال: " نحن أناس من العرب، كنا في شقاء شديد وبلاء شديد، نمص الجلد والنوى من الجوع، ونلبس الوبر والشعر، ونعبد الشجر والحجر. فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السماوات ورب الأرضين - تعالى ذكره وجلت عظمته - إلينا نبيا من أنفسنا، نعرف أباه وأمه. فأمرنا نبينا، رسول ربنا، صلى الله عليه وسلم، أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده، أو تؤدوا الجزية. وأخبرنا نبينا، صلى الله عليه وسلم، عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثلها قط، ومن بقي منا ملك رقابكم.

مقتل أمية بن خلف


عن ابن مسعود ، قال : انطلق سعد بن معاذ معتمرا ، فنزل على أمية بن خلف - وكان أمية إذا انطلق إلى الشام يمر بالمدينة فينزل عليه - فقال أمية له : انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس طفت . فبينا سعد يطوف إذ أتاه أبو جهل ، فقال : من الذي يطوف آمنا ؟ قال : أنا سعد . فقال : أتطوف آمنا وقد آويتم محمدا وأصحابه ؟ قال : نعم . فتلاحيا . فقال أمية : لا ترفع صوتك على أبي الحكم ; فإنه سيد أهل الوادي . فقال سعد : والله لو منعتني ، لقطعت عليك متجرك بالشام . قال : فجعل أمية يقول : لا ترفع صوتك . فغضب وقال : دعنا منك ، فإني سمعت محمدا - صلى الله عليه وسلم - يقول : يزعم أنه قاتلك . قال : إياي ؟ قال : نعم . قال : والله ما يكذب محمد  فكاد يحدث فرجع إلى امرأته ، فقال : أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي ؟ زعم أنه سمع محمدا يزعم أنه قاتلي . قالت : والله ما يكذب محمد . فلما خرجوا لبدر قالت امرأته : ما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي ؟ فأراد أن لا يخرج . فقال له أبو جهل : إنك من أشراف أهل الوادي ، فسر معنا يوما أو يومين . فسار معهم ، فقتله الله.

عمر بن الخطاب والهرمزان


قال ابن سعد : بعثه أبو موسى الأشعري (أي ميسرة بن مسروق العنسي  إلى عمر ومعه اثنا عشر نفسا من العجم ، عليهم ثياب الديباج ومناطق الذهب وأساورة الذهب ، فقدموا بهم المدينة ، فعجب الناس من هيئتهم ، فدخلوا فوجدوا عمر في المسجد نائما متوسدا رداءه ، فقال الهرمزان : هذا ملككم ؟ قالوا : نعم ، قال : أما له حاجب ولا حارس ؟ قالوا : الله حارسه حتى يأتيه أجله ، قال : هذا الملك الهني . 

فقال عمر : الحمد لله الذي أذل هذا وشيعته بالإسلام ، ثم قال للوفد : تكلموا . فقال أنس بن مالك : الحمد لله الذي أنجز وعده وأعز دينه وخذل من حاده ، وأورثنا أرضهم وديارهم ، وأفاء علينا أبناءهم وأموالهم ، فبكى عمر ثم قال للهرمزان : كيف رأيت صنيع الله بكم ؟ فلم يجبه ، قال : ما لك لا تتكلم ؟ قال : أكلام حي أم كلام ميت ؟ قال : أولست حيا ؟ فاستسقى الهرمزان ، فقال عمر : لا يجمع عليك القتل والعطش ، فأتوه بماء فأمسكه ، فقال عمر : اشرب لا بأس عليك ، فرمى بالإناء وقال : يا معشر العرب كنتم وأنتم على غير دين نتعبدكم ونقتلكم ، وكنتم أسوأ الأمم عندنا حالا ، فلما كان الله معكم لم يكن لأحد بالله طاقة ، فأمر عمر بقتله ، فقال : أولم تؤمني ؟ قال : كيف ؟ قال : قلت لي : تكلم لا بأس عليك ، وقلت : اشرب لا أقتلك حتى تشربه ، فقال الزبير وأنس : صدق ، فقال عمر : قاتله الله أخذ أمانا وأنا لا أشعر ، فنزع ما كان عليه ، فقال عمر لسراقة بن مالك بن جعشم ، وكان أسود نحيفا : البس سواري الهرمزان ، فلبسهما ولبس كسوته . 

فقال عمر : الحمد لله الذي سلب كسرى وقومه حليهم وكسوتهم وألبسها سراقة ، ثم دعا الهرمزان إلى إسلام فأبى ، فقال علي بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين فرق بين هؤلاء . فحمل عمر الهرمزان وجفينة وغيرهما في البحر ، وقال : اللهم اكسر بهم ، وأراد أن يسير بهم إلى  الشام فكسر بهم ولم يغرقوا فرجعوا فأسلموا ، وفرض لهم عمر في ألفين ألفين ، وسمى الهرمزان عرفطة 

قال المسور بن مخرمة : رأيت الهرمزان بالروحاء مهلا بالحج مع عمر 

وروى إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن جده ، قال : رأيت الهرمزان مهلا بالحج مع عمر ، وعليه حلة حبرة . 

وقال علي بن زيد بن جدعان ، عن أنس ، قال : ما رأيت رجلا أخمص بطنا ولا أبعد ما بين المنكبين من الهرمزان 



سماحة رسول الله


عن عبد الله ابن شداد، عن أبيه، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حامل حسنا أو حسينا، فتقدم، فوضعه، ثم كبر في الصلاة، فسجد سجدة أطالها، فرفعت رأسي، فإذا الصبي على ظهره، فرجعت في سجودي. فلما قضى صلاته، قالوا: يا رسول الله: إنك أطلت! قال: " إن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته " 

قلت(الذهبي): أين الفقيه المتنطع عن هذا الفعل؟