الخميس، 17 نوفمبر 2016

حكاية خياط

قال الذهبي:

قيل : كان لتاجر على أمير مال ، فمطله ، ثم جحده ، فقال له صاحب له : قم معي ، فأتى بي خياطا في مسجد . فقام معنا إلى الأمير ، فلما رآه ، هابه ، ووفاني المال ، فقلت للخياط : خذ مني ما تريد ، فغضب ، فقلت له : فحدثني عن سبب خوفه منك ، قال : خرجت ليلة ، فإذا بتُركيّ قد صاد امرأة مليحة ، وهي تتمنع منه وتستغيث ، فأنكرت عليه ، فضربني . 

فلما صليت العشاء جمعت أصحابي ، وجئت بابه ، فخرج في غلمانه ، وعرفني ، فضربني وشجني ، وحملت إلى بيتي ، فلما تنصف الليل ، قمت فأذنت في المنارة ، لكي يظن أن الفجر طلع ، فيخلي المرأة ، لأنها قالت : زوجي حالف علي بالطلاق أنني لا أبيت عن بيتي ، فما نزلت حتى أحاط بي بدر وأعوانه ، فأدخلت على المعتضد ، فقال : ما هذا الأذان ؟ فحدثته بالقصة ، فطلب التركي ، وجهز المرأة إلى بيتها ، وضرب التركي في جوالق حتى مات ، ثم قال لي : أنكِر المنكر ، وما جرى عليك فأذّن كما أذّنت ، فدعوت له ، وشاع الخبر ، فما خاطبت أحدا في خصمه إلا أطاعني وخاف . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق